عن غيث ربي


أمشي في خطوات هادئه أنظر في الأرض مترقبه أي لحظه ...
شعرت بقطره على خدي ,, وتوهمت انها من شده شوقى,,
فمسحتها ووجدت أخرى...
وما إن رفعت رأسي لأتحقق فإذا به المطر يهطل على وجهي..
يا الله ...
يكاد قلبي ينقلع من بين ضلوعي
ويتركني انازع حبيب و احتضر من دونه..
وكأني ألقي غائب منذ سنين
وما إن أنزلت رأسي لأنظر امامي..ألقى الشوارع خاويه
أختفى الناس خوفا من المطر ...
أو أرادوا لطفا أن يتركوني وحدي مع من أحب .
أشعر بالفرح الشديد ..
أتذكر كل من أحب تحت المطر
كم أحبك يا ربي هذا غيث من عندك تغيث قلبي به ,
أحب ان أسجل كل ما ترزقني به
فهل لي ان احتفظ بقطره من غيثك !!
فلا تجف جفاء عقرب ثواني لا ينظر خلفه قط !!
فلا تشيخ ولا تعجز !!
قد غيرت النار خواصها من قبل ,
فلا عذبت إبراهيم ولا حرقته !!
فإنك على كل شيء قدير .
لكني يا ربي لن أفعل ابدا
بل سأترك النماء يسري على الأرض
لن أكبتها أو أكتمها أو أستأثرها لنفسي .
يا الله
تذكرت قول حبيبك وأخذت أردد
اللهم صيبا نافعا .. اللهم صيبا نافعا .
وإذا بي في ظل هذا البرد و قطرات الماء تهف على قلبي
واحده تتبعها أخرى ,
أحس بسيل من القطرات الدافئه على خدي ...
أنا لا أبكي أنا فقط أردت أن أشارك الطبيعه فرحتها
أختلط البارد بالدافئ وما كنت أدري وقتها
أيهما لؤلؤه السماء وأيهما لؤلؤه من عيني !!
غير أن لؤلؤ السماء عذب ..
انا لم أعد أرتعش المطر يزيدني دفئا ... لكن البرد "جوايا"
أتعلم من المطر العزه .. فحينما بختبئ الناس لأماكن تظلهم ,
أقف وحيده .. أقف مستقيمه تماما كخيوط المطر التي تنسج من السماء
وهامتي متوازيه مع إستقامتها ..
أتعلم من المطر الإلتزام كيف لهذا المخلوق أن يلقى اللأرض
في مجموعات متساويه ومتوازيه !!
أهي من تأثير الجاذبيه !!
التي تجعله يلقاها في محبه الصحبه !!
أم هي إستقامته فعل في ذاته ..
أبحث الآن عن أي إضاءه لكي أشهده بوضوح من خلاله ..
فماذا لو انطفئ ذلك المصباح
ماذا لو كنا قبل ألف وربعمائه عام من الأن !!
حيث كانت الشوارع تضاء بسهاريج  تتراقص داخلها النار..
فتسمح لي الطبيعه ان ارقب الماء قليلا ثم تنطفئ ..
لتجعلني أعيش مع المطر بروحي ..
أشعر أني أملك العالم تصل روحي لأقصى درجات التفائل فلا ينقصني أمل
أسمى درجات الحب فلا ينقصني حبيب ..
أغنى درجات الموهبه فأريد ان أسجلها على لوحاتي ..
أعلى درجات الفضول لأدرس نعم ربي ..
فقط أريد صوت بجانبي يزيد روحي بهجه لا ليست بكلمات شاعر اتعبه الشعر
ولا كلمات مصاغه في أغنيه فلا تطربني ابدا..
ولا صوت موسيقى عالميه من باخ ولا منمقه من موتذارت أو تشايكوفيسكي أو حتي بيت هوفن ..
كلها ألحان أشبعت روحي ..
لكني أرتقى لما هو أرقى ..لما يشبع روحي في زفاف المطر ..
يا الله
ليس صدفه ابدا أن يعلو الآذان حين أتطلع لأرقي ما يمكن أن يسمع ..
الله أكبر الله أكبر
نعم يا ربي هذا ما استطيع ان أصدقه في عالمنا هذا
نعم أنت الأكبر أنت الأعظم ..
نعم يا عزيز الآن .. أدركت الأن
 عزه مخلوقاتك تنبعث من أطراف عزتك يا ربي..
وما إن بدأت تلك العذوبه تغزو أرجاء الأرض والسماء حتى وجدت لؤلؤ أخر يبعث داخل عيني..
لما أختفت الشمس في الصباح عندما تجمع كل ما يحيط بي من السحاب
 وتسرب الرمادي ليصيبها كأنها جبال!!
أتنسحب في هدوء لأن لا مكان لأيتين في وقت واحد..
أنا لا أبالغ في حبي للمطر .. لكني أشهد معجزه من ربي.
"ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنابرقه يذهب الأبصار" سوره النور .
  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ديسمبر .. صدفة حياة

حلم

مني و إليك